الاسد والقنفذ

قصة الاسد والقنفذ

يحكي أن في يوم من الايام كان هناك أسد يسير في الغابة وحيداً يفكر في أمور الحياة وتقلباتها، وفي طريقة قابل قنفداً صغيراً فدعاه إلي زيارة منزله، وافق القنفد وذهب مع الاسد ليزور بيته، سارا القنفد والاسد كثيراً في الغابة حتي وصلوا إلي منزل الاسد، فوجد القنفد أمامه قصر فخم كبير مبني من الزمرد والذهب والالماس، وبالقرب منه بحيرة واسعة جميلة ومزارع وحدائق خضراء رائعة فالقصر كان مطل علي أجمل الأنهار والأشجار والمناظر الطبيعية الرائعة . أعجب القنفد الصغير بقصر الاسد وانبهر به وأخذ يوصفه بأجمل الاوصاف، فقال له الاسد : هذا منزلك يا صديقي يمكنك أن تأتي لزياتي في أى وقت تشاء دون حرج، فرح القنفد كثيراً وفكر أن يأخذ الاسد ايضاً إلي زيارة منزله فدعاه ووافق الأسد، وهكذا ذهبا الاسد والقنفد معاً وهما يمزحان طوال الطريق حتي وصللا إلي كومة من العيدان والتبن، محاطة بالقش والحفر ولا يوجد حولها أى اشجار أو زهور، توقف القنفد وهو يقول مزهواً ومتفاخراً : هذا منزلي يا صديقي، نظر الاسد في تعجب وهو يقول : أين هو يا صاحبي أنا لا أراه . عندها أشار القنفد إلي كومة القش الموجودة امامهما وهو يقول بفخر : هذا هو قصري إننا وصلنا انظر يا صديقي، رق قلب الأسد لحال القنفد الصغير الطيب الراضي بحاله ومنزله الصغير ويطلق عليه قصراً، واقترح الاسد علي القنفد أن يترك منزله ويأتي ليعيش معه في قصره ويصبح شريكه وجاره الجديد، شكر القنفد الاسد كثيراً ولكنه أجابه بدون تفكير : لا يمكنني يا صديقي، فهذا هو قصري ومنزلي وإن لم تكن حيطانه من تبر، هنا ولدت وهنا قد ولد أبنائي واحفادي، وهنا سوف أبقي للأبد في فقر أو ثراء .